معوقات أمام مستقبل التعليم الالكتروني في الدول العربية وحلولها :-
للتعليم الإلكتروني أهمية كبري في الوطن العربي نظرا لما يحمله في طياته من مزايا تحتاج إليها طلاب الدول العربية , ولكن هل يلقي التعليم الالكتروني إقبال كبير من الطلاب العرب أمام معوقاته التي من أهمها التكاليف الباهظة , وهل يكون للتعليم الالكتروني مستقبل في الدول العربية ؟ وللإجابة علي هذه الأسئلة القي الضوء علي بعض النقاط الأساسية وهي البيئة التربوية المتغيرة وتكييف المتعلمين وتعلم التكييف ودور المعلم العربي في التعليم الالكتروني ومستقبله ومعوقات المستقبل ومستقبل المعوقات .
البيئة التربوية المتغيرة :
هناك سؤال ينبغي طرحه علي الساحة والذي لا توجد له إجابة بسيطة في الوقت الراهن , وهو هل يجدر للمرء استثمار وقته وماله في التعليم الالكتروني في الوطن العربي ؟ هناك الكثيرون ممن يعارضون ذلك , كما يوجد بعض المعلمين والعاملين بالمجال الأكاديمي والذين يساورهم الشك بشأن القيمة التي يساهم فيها التعليم الالكتروني في مجال التعليم . فضلا عن ذلك , إن أسهم وتكاليف هذا الابتكار عالية , وحدوث الجدل المتوقع حول حقوق الملكية الفكرية ومسائل الخصوصية والأمان علي الشبكة العالمية وان تغيير أدوار المعلمين والعاملين بالمجال الأكاديمي يمثل تحد للنماذج الموجودة بالفعل ويثير القلق , وربما الرعب , في نفوس من يظنون أن أصحاب الفكرة الجديدة يخاطون جودة التعليم . لذلك يجب علي الدول العربية أن تحاول أن تخفض من تكاليف هذا التعليم وتضع قواعد تحكم الملكية الفكرية وتشجع المعلمين علي التعليم الالكتروني , كل هذا يساعد علي ازدهار مستقبل التعليم الالكتروني في الوطن العربي .
تكييف المتعلمين وتعلم التكييف :
من أهم معوقات التي تقابل مستقبل التعليم الالكتروني في الوطن العربي هي عدم علم أغلب الطلاب بمفهوم التعليم الالكتروني فكيف يكون للتعليم الالكتروني مستقبل في الوطن العربي وطلائع المستقبل لم يكن لديهم فكرة عن هذا التعليم . فيجب علي الدول العربية أن تكييف الطلاب بهذا النوع من التعليم منذ الصغر فيمكن أن تدرس التعليم الالكتروني ضمن مادة الحاسوب , كما يتعين علي الدول العربية أن تغير الأفكار الراسخة في أذهان الجميع حول عملية التعليم الالكتروني , حيث يريد طلائع المستقبل أن يتملكوا القدرة علي " معرفة كيفية التعليم وما يرغبون في تعلمه" وبهذا يتمتعون بالاستقلالية ويتميزون بالمهارة كما يشعرون بالراحة ويكونوا أكثر تبصرا
دور المعلم العربي في التعليم الالكتروني :
إن التعليم في النظام التقليدي الذي ينحصر بجدران , ويقيد الطالب بدوام الحضور , ويتطلب شروطا معينة لدى الالتحاق به , يختلف عن التعليم الالكتروني الذي لا ينحصر بين جدران , ولا يقيد الطالب بدوام الحضور , ولا يتطلب شروطا معينة عند الالتحاق به , وتبعا لذلك فان دور المعلم في التعليم الالكتروني يختلف إلي حد ما عن دوره في التعليم التقليدي , وان كان الاثنان تجمع بينهما مهام مشتركة , ولعل المبررات التي تدعو إلي اختلاف دور المعلم في التعليم التقليدي عنه في التعليم الالكتروني تتجلي في النقاط الآتية ( أفنان نظير 1999 ) : المعلم في التعليم الالكتروني يتعامل مع مجموعة غير متجانسة من الطلبة عمريا , وأكاديميا , واقتصاديا , واجتماعيا ومهنيا في حين يتعامل معلم التعليم التقليدي مع فئة متجانسة نسبيا . يتيح نظام التعليم الالكتروني للطالب قدرا كبيرا من الحرية في اتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بوضوح أهدافه بنفسه , واختيار التخصص الأكاديمي الذي يريده ,واختيار طريقة الدراسة التي تناسبه ومراقبة عملية تعلمه , وتنظيم جدولة الدراسي بما يتوافق مع قدرته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي , وميوله , وأعماله . ولكن في نظام التعليم التقليدي لا يتاح للمتعلم هذه الحرية , بل يعتبر المعلم هو المسئول الأول عن اتخاذها . يؤمن نظام التعليم الالكتروني أن عملية التعلم مستمرة ومتطورة ومتغيرة باستمرار لتلائم روح العصر الديناميكي , سواء أكان هذا التغير علميا أو تقنيا أو اجتماعيا في حين التعليم التقليدي قد ينتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة للحصول علي الشهادة .
تختلف طرائق التدريس المتبعة في نظم التعليم الالكتروني عن الطرائق المتبعة في نظام التعليم التقليدي : فطرائق التدريس الالكتروني تتمحور حول الطالب وليس المعلم كما في نظام التعليم التقليدي وقوامها الكتاب المبرمج , و شبكات الانترنت . هذه الاختلافات في النظامين التعليميين أدت إلي وجود اختلاف في دور المعلم إذ أصبح دوره ثانويا يتجلى في قدرته علي تخطيط العملية التعليمية وفي مساعدة الطالب علي استخدام المواد المطبوعة أو المبرمجة والوسائل التقنية وغير التقنية المختلفة .
معوقات المستقبل ومستقبل المعوقات :في ظل هذه المعوقات التي تكلمنا عليها فيما سبق يبقي سؤال هل سيوجد مستقبل لمعوقات التعليم الالكتروني في الوطن العربي , هل سيلقى الاهتمام الكافي من الدول العربية , وهل ستتخذ كل الأساليب والطرق لتوفير الفرص الكافية للحصول علي التعليم الالكتروني ؟ فهناك تحد حقيقي يواجه الدول العربية الآن هو ذلك التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات ولذا فيجب عليها أن تحدد رؤيتها المستقبلية بخصوص العملية التعليمية وان يكون التعليم الالكتروني أحد عناصر هذه الرؤية وأن يكون التعليم الالكتروني أحد السياسات التي يمكن الاستفادة منها وعليها اختيار ما يناسبها من وسائل التعليم الالكتروني المتعددة وأن تدرس تجارب الدول النامية الأخرى المشابهة لنفس ظروفها والاستعانة بالخبراء منها. وأن تتعاون مع بعضها لتتبادل بث البرامج مما يخفض تكلفة استخدام التعليم الالكتروني .
[
![معوقات أمام مستقبل التعليم الالكتروني في الدول العربية وحلولها T3lov24bjhlz](https://2img.net/h/dc08.arabsh.com/i/01502/t3lov24bjhlz.gif)