تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم >>>>>

jتطور مفهوم تكنولوجيا التعليم


-------------------------------------------------------------------------------

كانت الحرب العالمية هي الضارة النافعة التي أثرت في ظهور تكنولوجيا التعليم الحديثة فقد ساعدت هذه الحرب على ظهورمجالين متوازيين أثرا في تكنولوجيا التعليم ، هما نظرية الإتصال التي أدت إلى ظهور حركة الإتصالات السمعية البصرية ، ونظرية النظم العامة التي أدت إلى ظهور تكنولوجيا التعليم الحديثة ، وتكنولوجيا العمليات على يد مؤسسها جيمس فن الذي طبق مدخل المنظومات في التدريب العسكري أثناء الحرب العالمية الثانية ثم نقله إلى التعليم عام 1955 بعد إنتهاء الحرب .
والتطور الذي حدث في مجال تكنولوجيا بعد الإستخدامات الفردية لبعض الأدوات التعليمية مثل أجهزة التسجيل الصوتي مما جعل التربويون يدركون سريعا أهمية هذه الأدوات وأنها لم تعد خاصة بإنجاز بعض المهمات البسيطة خلال البرنامج التعليمي ، ولكنها تنطوي على إمكانيات للأداء بقدر كبير من المرونة .
كذلك جاء تطوير تكنولوجيا التعليم على أثر إنشاء أول محطة إذاعية مرئية جماهيرية في لندن عام 1936 وأيضا منذ بادية الإنتاج الواسع لشرائط التسجيل الصوتي وبعدها شرائط التسجيل التليفزيوني كما أن تدعيم هذا التطور جاء مع بداية بث البرامج التعليمية من محطات التليفزيون بإنتظام منذ عام 1960.
ولهذا يرى البعض أن تكنولوجيا التعليم هي علم كل العلوم التربوية وأنه نظرة واسعة لمستقبل المناهج وطرق التدريس ويرى البعض الآخر أن هناك فرق بين الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم بإعتبار أن دور الوسائل التعليمية ينحصر في التدريس بينما تسعى تكنولوجيا التعليم إلى تطوير العملية التعليمية ككل ، ويرى آخرون أن تكنولوجيا التعليم مسمى جديد لما يعرف بالوسائل التعليمية إلا أنه يحمل بشائر مشجعة لتطوير التطبيق التربوي وفق نظام معين .
يوجد العديد من التعاريف الرسمية لتكنولوجيا التعليم أذكر منها الآتي لا للحصر:

تعريف جمعية الإتصالات التربوية والتكنولوجيا AECT
عام 1963 : تكنولوجيا التعليم هي الإتصالات السمعية والبصرية التي تهتم بتصميم وإستخدام الوسائل التي تتحكم في عملية التعلم

عام 1967:تكنولجيا التعليم مجال تطوير وتطبيق وتقييم الأنظمة والأساليب والوسائل من أجل تطوير عملية التعلم الإنساني.

عام 1972: إن تكنولوجيا التعليم مجال يعمل على تيسير التعليم الإنساني من خلال تحديد مصادر التعليم وتطويرها وتنظيمها وإدارتها .

عام 1977: تكنولوجيا التعليم هي عملية معقدة تشمل الناس والأجراءات والأفكار وكذلك الأدوات والتنظيم من أجل تحليل المشكلات وتصميم وتنفيذ وتقويم الحلول المتعلقة بالتعليم الإنساني .

عام 1994: تكنولوجيا التعليم هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها وإستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعليم ، أي أن التصميم والتطوير والتقويم والإدارة والإستخدام كل هذه المجالات تتفاعل معا على المستويين التطبيقي أو الممارسة ومستوى النظرية.



تعريف الموسوعة الأمريكية عام 1978:
تكنولوجيا التعليم هي ذلك العلم الذي يعمل على إدماج المواد والآلات ويقدمها بغرض القيام بالتدريس وتعزيزه ويقوم في الوقت الحاضر على نظامين : الأول هو الأدوات التعليمية Hardware والتي تضم الأدوات المعدنية وما يلزمها من تجهيزات مثل الدوائر الكهربائية والكابلات التي تيسر عملها والثاني هو المواد التعليمية Software والتي تضم المواد المطبوعة والمواد المصورة التي تقدم معلومات من خلال عرضها عن طريق الأدوات التعليمية ، وهذان النظامان معا هما الأداة التربوية التي تقدم بمهام تسهيل التعليم الذي خطط له من قبل وفق الأهداف التخصصية للمواد التعليمية المختلفة وهو ما يرف بتكنولوجيا التعليم.

تعريف اليونسكو:
عملية منهجية منظمة لتصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها في ضوء أهداف محددة تقوم أساسا على نتائج البحوث في مجالات المعرفةالمختلفة ويستخدم جميع المواد المتاحة البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعليم أكثر فاعلية.
تعريف لجنة الرئيس عام 1970:
تكنولوجيا التعليم : هي الوسائل التي تولدت عن صور الإتصالاتوالتي تستخدم لتحقيق أهداف تعليمية بمصاحبة المعلم والكتاب والسبورة ومن تلك الوسائل : التليفزيون و الفيديو وأجهزة العرض فوق الرأس وكذلك الكمبيوتر فتكنولوجيا التعليم هي طريقة منظمة لتصميم عملية التعليم وتنفيذها في ضوء أهداف محددة وتوظيف مزيجا من المواد البشرية و غير البشرية .
تعاريف علماء التربية :

تعريف كارلتون عام 1972 : عرف تكنولوجيا التعليم بعنوان Audio Technology على أنها المعلم الذي يستخدم الوسائل التقنية الفعالة في تقديم المعلومات والخبرات السمعية والبصرية والمعلومات التخصصية الأخرى التي تقدم على نحو واسع في التعليم ، وهذا التعريف يهتم بالمواد السمعية و البصرية أكثر من مصطلح التكنولوجيا نفسه
تعريف ويتش عام 1979 : تكنولوجيا التعليم هي مصطلح يأتي من المصادر الإنسانية وغير الإنسانية ويستخدم كطريقة تنظيمية لتصميم عناصر التعليم والتعلم وتقويمها ككل ويربط بين المصادر التخصصية للمتخصصين في المناهج والتصميم التعليمي ، ةالتقويم والوسائل من ناحية وبين المصادر غير الإنسانية للتعليم من ناحية أخرى مثل شبكات المعلومات وآلات الطباعة والوسائل السمعية البصرية والحاسبات الآلية وغيرها من ناحية أخرى.
وهذا التعريف أكثر التعريفات تداولا وقبولا و هو يربط بين المصادر والطرق النظامية في التطبيق أو اتجاه النظم المطلوب في تصميم التعليم.
تعريف بورج هولمبرج عام 1985 : تكنولوجيا التعليم هي مصطلح يطلق على الأساسيات المطلوبة لمرحلة ما قبل التدريس وهي المرحلة المبنية على تحليل الأهداف التعليمية والطرق التي ترتقي بهذه الأهداف إلى المستوى الإمبيريقي ، وهذا التعريف مطابق لمصطلح إتجاه تحليل النظم و أيضا كتطبيق التربية عن بعد .
تعريف شادويك : تكنولوجيا التعليم هي تطبيق المعرفة عن طريق التكنولوجيا بغرض رفع مستوى التعليم أو هي إستخدام الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية ، وهذا التعريف اقتصر على الوسائل التكنولوجية فقط ولم يضف جديدا حيث أنه عرف التكنولوجيا بأنها تكنولوجيا.
وترى الدكتورة نرجس عبد القادر حمدي - كلية العلوم التربوية - الجامعة الأردنية - أن تكنولوجيا التعليم يشمل ابعاد ثلاثة وهي :

العمليات الإجرائية: مجموعة الخطوات الإجرائية التي تقوم وفق نظام مبني على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط والإعداد والتطوير والتنفيذ والتقويم لمختلف جوانب عملية التعلم والتعليم.
الوسائل التقنية بجانبيها الأجهزة (Hardware) والبرمجيات (Software) : أما الأجهزة فتشير إلى مجموعة الآلات التي تستخدم في عمليتي التعلم والتعليم مثل أجهزة عرض الشفافيات وعرض الشرائح وعرض الأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والتلفزيون والفيديو والحاسوب التعليمي وما إلى ذلك، في حين تعنى البرمجيات بمجموعة البرامج التي يتم من خلالها تحويل المادة التعليمية من شكلها التقليدي المعروف في الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج، وتتم عمليات البرمجة وفق قواعد وأصول تراعى من خلالها مبادئ مدروسة في التعلم والتعليم والتطوير والإنتاج والتقويم. ويمكن عرض هذه البرامج من خلال أحد الأجهزة السابق ذكرها. ومن أمثلتها الشفافيات والشرائح التعليمية والأفلام المتحركة، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، واقراص الحاسوب. والتي تعرض من خلال الأجهزة التقنية التالية: أجهزة عرض الشفافيات والشرائح والأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والفيديو والحاسوب التعليمي.
العناصر البشرية: من المعروف ان كلا من المعلم والمتعلم يشكلان الطرفين الأساسيين في عمليتي التعلم والتعليم، وفي تكنولوجيا التعليم ينظر إليهما من خلال نظريات الاتصال التي تقترح وجود عنصري الاتصال الأساسيين وهما المرسل أو المصدر، والمستقبل. وقد ركزت نظرية الاتصال على مصطلح المصدر لكي تشير إلى أن مصدر الاتصال يمكن أن يكون بشريا وغير بشري، فربما يكون المعلم وربما يكون الحاسوب أو الفيديو وغير ذلك من الأجهزة التقنية المختلفة، وعليه فإن تكنولوجيا التعليم تقترح وفي حالة اعتماد الأجهزة التقنية كمصادر التعليم هو أحد أهم العناصر البشرية التي تلعب دورا مهما وأساسيا في تصميم وتنفيذ وتقويم مادة التعليم، وتحويلها من مادة خام إلى برمجة تعليمية منظمة وهادفة يمكن عرضها من خلال جهاز تقني مناسب .
هكذا نلاحظ من التعريفات السابقة أنه عدم الإتفاق على تعريف معين و إن كان الإتفاق حول أن تكنولوجيا التعليم هي عملية التطبيق المتقن التي تلتقي عندها استراتيجية صياغة المواد من خلال الأدوات لتحقيق أهداف التعليم ونلاحظ أيضا أن هناك تعريفات ضيقة تحدد تكنولوجيا التعليم في المواد والأدوات بذاتها وتعريفات واسة تجعلها تشمل كل ما في التعليم ، وتعريفات بين الإتجاهين السابقين فهي لا تنكر عملية التطبيق التي قوامها المواد والأدوات وفي نفس الوقت تضيف إليها أن هذا التطبيق جاء وفق نظام معين.
وفي النهاية يمكن القول بأن تكنولوجيا التعليم هي كل ما يمكن أن يستخدم في العملية التعليمية لتحقيق الأهداف المطلوبة فهي ليست الادوات التكنولوجية الميكانيكية من حاسب آلي وأجهزة عرض ....فحسب أوالأدوات غير الميكانيكية ولكن يمكن القول بأن تكنولوجيا التعليم مصطلح واسع التعريف حتى ولو كانت الوسائل المستخدمة في الشرح هي السبورة السوداء والطباشر الأبيض ما دامت تحقق الهدف منها يمكن القول عليها تكنولوجيا تعليم .
كذلك ليست تكنولوجيا التعليم هي الوسائل التعليمية أو نفس المصطلح ولكن الوسائل التعليمية ما هي إلا جزء في منظومة تكنولوجيا التعليم